مفهوم الخيار القانوني للمستهلك في العدول عن العقد دراسة مقارنة بين القانون الوضعي و الفقه الإسلامي
يطلق على القوانين
المدنية و التجارية في مختلف الدول أنها قوانين قديمة و السماح للمشرعين من تعديل
بعض القواعد و الأحكام لتلك القوانين، إلا أنه لا يمكن أن يتسامحوا بالتعديل
الجذري للمبادئ العامة التي تقوم عليها، نتيجة للتطور الحاصل في الميادين التجارية
و الاقتصادية.
و أن الأزمات
الاقتصادية التي مر به العالم في القرن الماضي جعل المصنعون و المنتجون و التجار و
مختلف المهنيين يفكرون بشتى الطرق لتلافي
تلك الأزمات و تعويض ما سببته من خسارة و إعادة بناء قواهم المالية، فظهرت
المنافسة و احتدمت بين أصحاب المشاريع التجارية و الصناعية و الخدمية، و مما لا شك
فيه أن تلك المشاريع لا يمكن لها الاستمرار بعملها و ازدهارها ما لم يكن هناك
مستهلكون لتلك المنتجات و الخدمات الذين يبحثون عن إشباع حاجاتهم، و نظرا لما يملكه المهنيون من قوة اقتصادية و فنية و
قانونية و عملية تجاه المستهلكين و أستتبع ذلك اختلال للتوازن في العملية
التعاقدية و أستدرك المشرعون الأوربيون أولا ضرورة إصدار قوانين تحمي المستهلك و
بعدها و في مطلع القرن الواحد و العشرين أصدر المشرعون العرب قوانين مماثلة لهذه
القوانين حماية للمستهلكين و منهم المشرع العراقي الذي شرع قانون حماية المستهلك
رقم 1 لسنة 2010 بعد أن استشعر الضرورة و الاهمية لإصدار هذا القانون تحقيقا
للتوازن و المساواة بين المستهلكين و المهنيين و حفاظا على صحتهم و سلامتهم.
أهمية موضوع البحث:
تتجلى أهمية
الموضوع من إن السلع قد لا تتلاءم و صحة و سلامة المستهلك و لا يتبين له ذلك إلا
عند الاستشارة من جهات مختصة و من ثم فهو عقد لا يستطيع أن يتحلل منه سيما ان درء
المفاسد أولى من جلب المنافع، إضافة إلى ذلك أن الاهتمام المتزايد لحملات الدعاية
و الإعلان و ما يصاحب ذلك من ترغيب و حث على التعاقد بل و الأكثر من ذلك الانتقال
الى محل إقامة المستهلك و إغرائهم بالتسهيلات المقدمة قد تدفع الى إبرام عقد او
عقود لم يكونوا ليبرموها لولا تلك الأساليب هذه الأسباب جميعا أعطت للموضوع أهمية
بالغة
منهج البحث:
ستقوم الدراسة في
بحثنا هذا على منهج الدراسة المقارنة بين القانون الوضعي و الفقه الإسلامي و
بأسلوب تحليلي و استقرائي لتلك القوانين
بعد جمع المعلومات و إعطاء الوصف الذي نفضله وفقا لأسس علمية تحافظ على ثوابت
القانون و أسسه و مرتكزاته مع بيان موقف الفقه الإسلامي من ذلك الخيار.
وسوف نتناول بحث
الموضوع وفق خطة علمية تكون من الآتي:
المبحث الأول: مفهوم خيار المستهلك في العدول عن العقد في
القانون الوضعي.
المبحث الثاني: مفهوم خيار المستهلك في العدول عن العقد في
الفقه الإسلامي.
المبحث الثالث: تمييز خيار المستهلك في العدول عن العقد عما
يشتبه به من أوضاع في القانون الوضعي.
للاطلاع على البحث كاملا يرجى تحميله بالضغط هنا